الجمعة، 2 نوفمبر 2018

ولايات الحرية الأميركية


ولايات الحرية الأميركية


  أمريكا .. تلك الأسطورة .. ذلك الحلم الذي حلمت به طوال سنوات عمري ، و لن يكتمل الحلم إلا بكثير من الحرية ..
      و ها انا حرة في بلد الحريات ..

  تقول نجمتي الأمريكية المفضلة "كرستينا أغيليرا " بأن القوة هي الوحيدة القادرة على كشف حقيقة الانسان ..
ماذا إذا عن الحرية ؟

  رغم اني لم أحصل على الحرية بشكل مفاجيء ، و لم أحصل عليها لأنها ليست هبة توهب بل هي حق يؤخذ ..

   و بما اني أنتمي لمجتمع عربي شرقي يعاني من مشكلات نفسية خاصة به و بهويته فلم أتعالج من برمجة الإضطهاد إلا بعد حين ..
  و لم يكن بالأمر الهين ..

  تخيل نفسك الآن في بلد الحرية – أو كما نعتقد بأنها كذلك – و انت حر تماما .. ما الذي ستفكر به أولا ؟

دعني أفشي لك سراً !
فكما أن للحرية رائحة زكية فإن لها أيضا طعما مرا .. خصوصا لمن لم يعتد عليها ، فهي مرتبطة بالخوف ... نعم ، بالخوف !

  فإن كانت الحرية هي في الإنطلاق بعيدا فإن الأمان هو في أحضان بلدتك .. منطقتك .. منزلك .. و عائلتك .. تلك الوجوه التي تعرفها و تعرفك جيدا .. و التي تمثل لك صندوق محدود من الاختيارات و الاحتمالات و المعتقدات .. انها الخطوات المبرمجة لحياتك حتى مماتك .. و هو المكان الوحيد الأكيد الآمن و الذي لا يحوي أي مفاجئات ..
لكنك تنشد الحرية !
فهل أنت مستعد للمفاجئات ؟
هل تمتلك القوة النفسية اللازمة لمواجتها !؟

أما القوة فتستمدها من الداخل و ليس من الخارج .. حينما تعيش وحيدا بين الجدران الأربعة تضطر في النهاية لأن ترمي هاتفك بعيدا و تغلق التلفزيون لتتعرى وحدك أمام مرآتك .. فتتعرف أخيرا على نفسك بنفسك ..
فهل أنت حقا تعرف نفسك ؟

  صديقات كثر لي من بلدي يحلمن بالهجرة لبلد الحريات الأمريكية أو غيرها من الدول الغربية الأخرى ليهربن خارج إطار المراقبة الإجتماعية و جلد الذات بالعادات و التقاليد المثالية ، و يعتقدن إعتقادا راسخا في رؤوسهن بأن الحرية و الحرية وحدها هي فقط ما ينقصهن في هذه الحياة .. و بأن السعادة حلم قريب بعيد لا يفصلهن عنه إلا تلك الخطوة المحرمة .. "الحرية "

فما هو مفهوم " الحرية " من وجهة نظرك ؟



أوراد

- من رواية " ولايات الحرية الاميركية "-