الاثنين، 17 يوليو 2017

اين مواضيع الأبراج الفلكية ؟

اين مواضيع الأبراج الفلكية ؟
مرحبا اعزائي المتابعين المخلصين الذين تابعتموني منذ سنوات على هذه المدونة و على مواقع التويتر و الانستغرام و الاهم منهم كلهم كان السناب شات .
هذا السؤال تردد كثيرا و اعلاني لترك عالم الاسترولوجي اثار ضجة غريبة حولي حتى أني قد هوجمت بشكل شخصي في حياتي الشخصية و تغير تعامل بعض صديقاتي معي و كأنني قد أعلنت جنوني رسميا !!
الاجابة على السؤال المكتوب أعلاه بأن كل مواضيع الابراج الفلكية قد تم مسحها بيدي .. نعم !! نفس اليدان اللتان كتبتا كل شيء قد عادتا لتمسحان كل شيء .. لم يكن ذلك محض الصدفة بالطبع و لكن لكل شيء سبب بل و أسباب .
فلنبدأ اذا القصة منذ البداية ..

لماذا تعلمت الاسترولوجي ؟
ترعرعت في أسرة تقدر العلم و الشهادات بصورة مبالغ بها و كانت الاهانة الأكبر هي أن أكون جاهلة و غير ملمة بشيء ما . . اما الكتب فهي تتناثر في منزلنا و نقرأ كل شيء منذ طفولتنا ، حتى اني في سن الثانية عشر كنت امضي وقتي بقراءة كتب اختي التي تدرس في الجامعة ، أغلب صديقاتي كن أكبر مني و في يوم ما سألتني زميلة تكبرني عن برجي فأجبتها رغم اني لا أملك أية معلومات أكثر من ذلك فيما يخص هذا الموضوع .. فسخرت مني و عيرتني بصفات برجي بانها سيئة ، لانها و لسبب ما .. لا تحب مواليد برجي !! ، استفزني الموضوع و توجهت إلى كل المكتبات لابحث عن كل الكتب المتخصصة في الابراج و في الاسترولوجي ، فهمت و حفظت و تابعت برنامجا كان يبث كل صباح على احدى القنوات اللبنانية ، كان ذلك الهوس يوميا و كان ممتعا و لم يؤثر على دراستي أبدا .. و قبل نهاية العام علمت جميع طالبات المدرسة بأني أملك علما مميزا فيما يختص بالابراج حتى ان تلك الفتاة التي تحدتني اصبحت تستشيرني في كل شيء يخص الابراج !! نعم في اقل من عام واحد !! و استمر الهوس عشرون عاما..
كيف كانت الحياة مع الاسترولوجي ؟
كانت حياتي مع الابراج و الاسترولوجي غريبة جدا رغم اني لم اكن الاحظ غرابتها ابدا ، فمن يكون في وسط الدائرة لا يدرك ما يراه الاخرون به فعلا !! كنت اسمع كثيرا ملاحظات مثل انني "مهووسة بالابراج" !! و على الجانب الآخر كنت اسمع كثيرا بأني "عبقرية" !! فهل كنت مهووسة حقا أم عبقرية ؟؟
كنت امتلك قدرات غريبة فعلا على تخمين ابراج الاخرين الذين اصادفهم لاول مرة ربما حتى دون أن ينطقوا بكلمة واحدة !! مما كان يثير الرعب في قلوب من حولي أو يثير دهشتهم ، لم أقصد أن أصل فعلا إلى تلك المرحلة و لكني في طفولتي كنت اجيد مصاحبة الكتب لا البشر ، فحينما كنت اقرا كتابا اشعر بأن صديقا يحدثني و عندما كنت أمسك بقلمي لاكتب اشعر بأني اخاطب الكون كله ، لذلك فالنقاش الحي يثيرني جدا فهي لعبة لم أستطع أن استمتع بها فعلا في طفولتي ، ظهرت على شكل تأليف لمسلسلات و اعداد لبرامج مثل برنامج "ريد كاربيت " و برنامج " ذا كويز" ، القراءة في الطفولة جعلت مني شخصية مثقفة لكنها لا تجيد التواصل الحي المباشر مع الاخرين و لا تقرأ ردود أفعالهم و لا شخصياتهم ، مما جعلني شخصية انطوائية في مراهقتي الا ان دراستي للابراج كسر بعض الحواجز بيني و بين الاخرين فاصبحت زميلاتي يتعرفن علي لتحدثني كل منهن عن برجها و تستمع مني عن تحليلات الفلك لحياتها ، بدأت أصنف الآخرين بحسب أبراجهم و اتوقع على أساسها ردود أفعالهم و احاول أن اتصرف مع كل منهم بما يرضيهم و يتوافق مع توقعاتهم هم أيضا ، و كنت أظن بأن ذلك هو قمة الذكاء و لكن الحقيقة بأنه كان قمة في الغباء !!
لم ادرك أبدا ما الذي تفعله الابراج في الناس و في حياتهم الا بعد أن أصبحت ارد على مئات و آلاف الاسئلة يوميا عبر الانترنت من متابعاتي – الاغلب الاعم من متابعيني هن نساء – واستشف من خلال تعليقاتهن بأنهن – على الأغلب – محطمات نفسيا و يحاولن التعلق بأي أمل !! إما في حياتهن العاطفية أو الزوجية أو المادية .. يبحثن عن الامل بين سطور اجاباتي أو كلماتي التي أغرسها في ارواحهن كاللعنات !! كنت قاسية في قول ما كنت أعتقد بأنه الحقيقة !! كنت اسرد على مسامعهن كل ما تقوله الدائرة الفلكية بضمير و بحرفية و دقة شديدة دون أي مجاملة أو حتى حفنة أمل من جيبي ،  " ألا يمكن للقدر أن يتغير ؟" كن يسألنني مرارا و تكرارا مؤمنات بأن قدرهن .. كل قدرهن مرسوم بتفاصيله حول تلك الدائرة الفلكية ، و كنت في المقابل اجيب بضحكة ساخرة : "مستحيل أن يتغير !! " ..
كنت اؤمن فعلا بأن كل ما هو في الخريطة الفلكية لن يتغير أبدا !! ابتداءا بصفات الشخصية و انتهاءا بتنبؤات مواقيت الموت !!
-        هل سيشفى ؟
- هل سيعود ؟
- هل سأنجب ؟
- هل سيخونني ؟
- هل هناك حل ؟

لا .. لم أكن أؤمن بأي حلول .. كل ما هنالك ان يمكن للشخص أن يركز على أفضل ما قد يجده في خريطته الفلكية – و هو عادة نسبي مقارنة بالسلبيات – ليتفاءل بغد أفضل .

هل يعني ذلك بأننا مسيرون لا مخيرون ؟

هذا السؤال الأكثر جدلا بين فلاسفة العصور و مفكرين العالم هزني من الداخل ، ماذا لو كانت خريطتي الفلكية هي حياتي فعلا بكل تفاصيلها ؟ ماذا لو لم تعجبني ؟ ماذا لو كانت خريطتي الفلكية تلعنني و تتوعدني بآلام و أمراض و تنعت شخصيتي بأبشع الصفات ؟ هل استسلم ؟ هل يمكنني أن أتغير ؟ أم هي دائرة مقفلة لا يمكنني الانفلات منها أبدا ؟
يرى علماء الفلك بأن الظروف في حياتنا قسرية و شخصياتنا مرسومة لنا جبريا بخطاياها ، و لا يمكن تغييرها ابدا بل يمكن – في احسن الحالات – تطويرها .. فكان المنفذ الوحيد لي حينها هو علم الطاقة و تلك العلوم التي تعنى بالتنمية البشرية و تطوير الشخصية ، فهل وجدت من خلالها الحل الذي أبحث عنه ؟



يتبع ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق