ولايات الحرية
الأميركية
أمريكا .. تلك الأسطورة .. ذلك
الحلم الذي حلمت به طوال سنوات عمري ، و لن يكتمل الحلم إلا بكثير من الحرية ..
و ها انا حرة في بلد الحريات
..
تقول نجمتي الأمريكية المفضلة
"كرستينا أغيليرا " بأن القوة هي الوحيدة القادرة على كشف حقيقة الانسان
..
ماذا إذا عن الحرية ؟
رغم اني لم أحصل على الحرية بشكل
مفاجيء ، و لم أحصل عليها لأنها ليست هبة توهب بل هي حق يؤخذ ..
و بما اني أنتمي لمجتمع عربي
شرقي يعاني من مشكلات نفسية خاصة به و بهويته فلم أتعالج من برمجة الإضطهاد إلا
بعد حين ..
و لم يكن بالأمر الهين ..
تخيل نفسك الآن في بلد الحرية –
أو كما نعتقد بأنها كذلك – و انت حر تماما .. ما الذي ستفكر به أولا ؟
دعني أفشي لك سراً !
فكما أن للحرية رائحة زكية فإن لها أيضا طعما مرا .. خصوصا لمن لم يعتد
عليها ، فهي مرتبطة بالخوف ... نعم ، بالخوف !
فإن كانت الحرية هي في الإنطلاق
بعيدا فإن الأمان هو في أحضان بلدتك .. منطقتك .. منزلك .. و عائلتك .. تلك الوجوه
التي تعرفها و تعرفك جيدا .. و التي تمثل لك صندوق محدود من الاختيارات و
الاحتمالات و المعتقدات .. انها الخطوات المبرمجة لحياتك حتى مماتك .. و هو المكان
الوحيد الأكيد الآمن و الذي لا يحوي أي مفاجئات ..
لكنك تنشد الحرية !
فهل أنت مستعد للمفاجئات ؟
هل تمتلك القوة النفسية اللازمة لمواجتها !؟
أما القوة فتستمدها من الداخل و ليس من الخارج .. حينما تعيش وحيدا بين
الجدران الأربعة تضطر في النهاية لأن ترمي هاتفك بعيدا و تغلق التلفزيون لتتعرى
وحدك أمام مرآتك .. فتتعرف أخيرا على نفسك بنفسك ..
فهل أنت حقا تعرف نفسك ؟
صديقات كثر لي من بلدي يحلمن
بالهجرة لبلد الحريات الأمريكية أو غيرها من الدول الغربية الأخرى ليهربن خارج
إطار المراقبة الإجتماعية و جلد الذات بالعادات و التقاليد المثالية ، و يعتقدن
إعتقادا راسخا في رؤوسهن بأن الحرية و الحرية وحدها هي فقط ما ينقصهن في هذه
الحياة .. و بأن السعادة حلم قريب بعيد لا يفصلهن عنه إلا تلك الخطوة المحرمة ..
"الحرية "
فما هو مفهوم " الحرية " من وجهة نظرك ؟
أوراد
- من رواية " ولايات الحرية الاميركية "-