يقال بأن الاعتراف بالحق بالفضيلة أما انا فأرى بان الاعتراف بالخطأ هو
توبة كاملة ، ربما يكون الأمس في طي النسيان بالنسبة لك و لي أيضا و لكننا نأكل
ثماره اليوم لا محالة ، و إن كنت قد حرقت كل الطرق التي تؤدي إلى ما فات إلا أن
شخصا آخر قد يكون هناك يعيش في ذلك الماضي أخطاءك أنت و يدور في حلقات مفرغة من
الحيرة و الألم ، كيف إذا أستطيع أن أردم حفرة حفرتها بيدي .. و قد كدت أقع فيها
للأبد لا محالة لكني عبرتها بمعجزة إلهية .. فتنفست الصعداء ، إلا أن من كانوا
يتبعونني إليها سقطوا فيها و لم أدرك حتى استدرت بأذني حين سمعت صراخ قلوبهم و هي
تتساقط إلى هاوية الجحيم ، تلك الصرخات مألوفة لأذني .. صرختها قبلهم حتى الصمم و
لم يسمعني أحد بل اعتدتها و أدمنتها حتى بت لا أقوى فراقها و كأنها جزء مني ..
لكنني عبرت !! ، و كما لو أن بحر سوف انشق من امامي فلم أملك إلا العبور للنجاة
بحياتي ، لم ألتفت لمركبات فرعون خلفي لذلك هرعت إلى أرض الموعد و نسيت خلفي كل
شيء.
أيقظني صوتها .. أيقظني بدموع ، و كأنني أسمع صدى صرخاتي في الماضي .. فكيف
لي ألا أقف ؟ كيف لا ألتفت .. لأندم و أعترف ، لم أعد أملك من الكبرياء ما يمنعني
..فكل ما كان لدي تركته للجحيم لأنجو بحياتي و حياتي فقط تستحق كل التضحيات ، فمن
أنا دون حياة ؟
ما زلت أسمع أنينها .. و أنينها يحزنني ، كم أود أن اخبرها كيف عبرت ؟ و
كيف هربت ؟ ولكن هل تستطيع أن تسمعني و ضجيج الخوف يدمي أذنيها ؟.. هل لقلبها أن
يرق بعد أن فارق دقاته ؟
و لمَ أكترث بمن لم تكترث بحياتها ؟ قد تبتلعني إلى الهاوية حيث تسقط هي
الآن .. هل أهرب منها ؟ أم من ماضي أنا ؟ ، أم أسقط على ركبتي و أسجد أمام خالقي
العظيم لأستنجد به أن يرفعها من الحفرة التي حفرتها بنفسي أمامها ؟ ليست هي وحدها
.. بل العشرات .. و ربما المئات أو أكثر، هل أجلد ذاتي أم أصلبها إلى الأبد ؟ ربما
لن أجد في ذلك ما يعزيهم لكني حتما سأنسى خطئي لألقي عليهم لوما يفوقهم قوة في عز
ضعفهم فيسقطون أكثر.. و لا نجاة .
لن أبرر نفسي اذا .. لكني سأصنع من
صرخاتهم أغنية و أرنمها حتى يصمت الظلام إلى الأبد ، و سأبدأها باعترافي هذا هنا
.. على صفحتي ..
عزيزي القاريء ،
هل تعلم من كانت تكتب هنا ؟
قد ماتت .. فلا تتبعها
أوراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق