الأربعاء، 3 أكتوبر 2018

اعتراف


صورة ذات صلة


يقال بأن الاعتراف بالحق بالفضيلة أما انا فأرى بان الاعتراف بالخطأ هو توبة كاملة ، ربما يكون الأمس في طي النسيان بالنسبة لك و لي أيضا و لكننا نأكل ثماره اليوم لا محالة ، و إن كنت قد حرقت كل الطرق التي تؤدي إلى ما فات إلا أن شخصا آخر قد يكون هناك يعيش في ذلك الماضي أخطاءك أنت و يدور في حلقات مفرغة من الحيرة و الألم ، كيف إذا أستطيع أن أردم حفرة حفرتها بيدي .. و قد كدت أقع فيها للأبد لا محالة لكني عبرتها بمعجزة إلهية .. فتنفست الصعداء ، إلا أن من كانوا يتبعونني إليها سقطوا فيها و لم أدرك حتى استدرت بأذني حين سمعت صراخ قلوبهم و هي تتساقط إلى هاوية الجحيم ، تلك الصرخات مألوفة لأذني .. صرختها قبلهم حتى الصمم و لم يسمعني أحد بل اعتدتها و أدمنتها حتى بت لا أقوى فراقها و كأنها جزء مني .. لكنني عبرت !! ، و كما لو أن بحر سوف انشق من امامي فلم أملك إلا العبور للنجاة بحياتي ، لم ألتفت لمركبات فرعون خلفي لذلك هرعت إلى أرض الموعد و نسيت خلفي كل شيء.

أيقظني صوتها .. أيقظني بدموع ، و كأنني أسمع صدى صرخاتي في الماضي .. فكيف لي ألا أقف ؟ كيف لا ألتفت .. لأندم و أعترف ، لم أعد أملك من الكبرياء ما يمنعني ..فكل ما كان لدي تركته للجحيم لأنجو بحياتي و حياتي فقط تستحق كل التضحيات ، فمن أنا دون حياة ؟

ما زلت أسمع أنينها .. و أنينها يحزنني ، كم أود أن اخبرها كيف عبرت ؟ و كيف هربت ؟ ولكن هل تستطيع أن تسمعني و ضجيج الخوف يدمي أذنيها ؟.. هل لقلبها أن يرق بعد أن فارق دقاته ؟

و لمَ أكترث بمن لم تكترث بحياتها ؟ قد تبتلعني إلى الهاوية حيث تسقط هي الآن .. هل أهرب منها ؟ أم من ماضي أنا ؟ ، أم أسقط على ركبتي و أسجد أمام خالقي العظيم لأستنجد به أن يرفعها من الحفرة التي حفرتها بنفسي أمامها ؟ ليست هي وحدها .. بل العشرات .. و ربما المئات أو أكثر، هل أجلد ذاتي أم أصلبها إلى الأبد ؟ ربما لن أجد في ذلك ما يعزيهم لكني حتما سأنسى خطئي لألقي عليهم لوما يفوقهم قوة في عز ضعفهم فيسقطون أكثر.. و لا نجاة .

 لن أبرر نفسي اذا .. لكني سأصنع من صرخاتهم أغنية و أرنمها حتى يصمت الظلام إلى الأبد ، و سأبدأها باعترافي هذا هنا .. على صفحتي ..


عزيزي القاريء ،

هل تعلم من كانت تكتب هنا ؟
قد ماتت .. فلا تتبعها



أوراد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق